الدورة الشهرية والآلام الناتجة عنها

آلام الدورة الشهرية ، الرحم ، عنق الرحم ، انتظام الدورة
آلام الدورة الشهرية – أرشيفية

ما هي أنواع آلام الدورة الشهرية؟

أكدت الدكتورة “آلاء نداف” أخصائية النسائية والتوليد والعقم على أن الإحصائيات تشير إلى تعرض 50% من النساء لآلام الدورة الشهرية لمرة واحدة على الأقل خلال مرحلة ما في العمر،

وآلام الدورة الشهرية تنقسم إلى نوعين هما:
• آلام الدورة الشهرية الأولية (Primary des-manoria)، وهو الألم الطبيعي الناتج عن التغيرات الفسيولوجية الطبيعية التي تحدث داخل جسم المرأة أثناء الدورة الشهرية، وهو نوع من الألم غير مرتبط بأية مشكلة طبية أو مرضية.
• آلام الدورة الشهرية الثانوية (Secondary des-manoria)، وهو الألم الناتج عن سبب مرضي يحتاج إلى العلاج.

وتابعت “د. آلاء”: لكي تُفرق المرأة بين الآلام الطبيعية والآلام المرضية أثناء الدورة الشهرية عليها معرفة الآتي:
الآلام الأولية تبدأ مع بداية نزول الدورة الشهرية في مرحلة المراهقة وحتى العشرينات من العمر ثم تقل أو تختفي تدريجيًا مع التقدم في العمر وبخاصةً بعد ولادة الطفل الأول، وعادةً ما يبدأ هذا النوع من الآلام في الظهور قبل ميعاد الدورة الشهرية بيومين ويستمر لـ 24 إلى 72 ساعة بعد النزول الفعلي للحيض، وقد يُصاحبه تعب بالجسم أو صداع أو إسهال.

أما الآلام الثانوية فعادةً ما تظهر في المراحل العمرية الأكبر مثل الثلاثينات والأربعينات، وتبدأ في الظهور قبل ميعاد الدورة الشهرية بأكثر من يومين وقد تظهر قبل الدورة الشهرية بأسبوع كامل، ويستمر الألم على شدته طوال فترة الدورة الشهرية، والألم الثانوي لا تُصاحبة أية أعراض صحية على مناطق جسدية أخرى، وقد يرتبط هذا النوع من الألم بنزول غزير للدم (نزيف) أو نزول كُتل دموية متجمعة. وكل هذه الأعراض الغير طبيعية يلزمها بالضرورة إستشارة الطبيب للوقوف على الأسباب وعلاجها.

ما أسباب آلام الدورة الشهرية بنوعيها؟

الآلام الأولية ليس لها سبب سوى أنها نتاج تغيرات فسيولوجية طبيعية تحدث في جسم المرأة أثناء الدورة الشهرية، وهذه التغيرات هي إفراز الجسم لمادة الـ (بروستجلاندر) بسبب تقلص عضلات الرحم الناتج عن نزول بطانة الرحم وقت الدورة الشهرية، وهذه المادة هي التي تتسبب في الشعور بالآلام والأوجاع، وهي التي تسبب أيضًا أعراض الإعياء والصداع والإسهال، وعلاج هذا النوع من الآلام لا يتعدى تناول المسكنات.

وأشارت “د. آلاء” إلى أن الآلام الثانوية لها أسباب عدة لذا يلزمها مراجعة الطبيب، وأكثر هذه الأسباب شيوعًا هي:
• بطانة الرحم المهاجرة، وهو مرض يُغير موقع بطانة الرحم من موقعها الطبيعي داخل الرحم إلى مواقع أخرى حيث تتواجد البطانة بالحوض أو على المبيض، وتتسبب بطانة الرحم المهاجرة في الآلام الشديدة وقت الدورة الشهرية وفي غيرها من الأوقات، كما تسبب الآلام الشديدة وقت اللقاء الجنسي بين الزوجين. وبطانة الرحم المهاجرة من أسباب تأخر الحمل عند النساء. وتشخيص بطانة الرحم المهاجرة يتم عن طريق الفحص السريري في عيادة الطبيب، وبأجهزة الموجات الصوتية (ألترا ساوند)، وكذلك المنظار.
• الألياف، وإصابة الرحم بالتليف قد لا تشعر غالبية السيدات معه بآلام إلا أثناء الدورة الشهرية فقط، لذلك تُعد آلام الدورة بالكيفية المذكورة مع الآلام الثانوية أحد المؤشرات على إصابة الرحم بالألياف. وعلاج ألياف الرحم إما أن يكون بالعلاج الدوائي وإما أن يكون بالعلاج الجراحي بحسب الحالة المرضية والتشخيص الطبي بالعيادة.
• اللولب، حيث أن تركيب اللولب لتنظيم النسل قد يُسبب آلام شديدة أثناء الدورة الشهرية، وقد يتطلب علاج الألم نزع اللولب بالكامل أو تركه مع تناول مجموعة من الأدوية العلاجية لهذه الآلام.
• إلتهابات الحوض (PID)، وتشخيصها يحتاج إلى الفحص السريري بالعيادة وقد يحتاج إلى التنظير.
• لحميات عنق الرحم، حيث أنها تُغلق المجرى مما ينتج عنه الآلام الشديدة. وتشخيصها يحتاج إلى إستخدام أجهزة الألترا ساوند.
• تضيق عنق الرحم، وهو من الحالات النادرة، ولكن إن وجد يلزم لعلاجه إجراء عملية جراحية لتوسيع عنق الرحم حتى تُعالج آلام الدورة الشهرية.

كيف تُعالَج آلام الدورة الشهرية بنوعيها؟

بيَّنت “د. آلاء” أن علاج الآلام الأولية الشائعة بين الفتيات ينقسم إلى شقين هما:
• الشق الأول يرتبط بتغيير النمط الحياتي للفتاة، وهذا التغيير يأتي بالممارسات التالية:
1. الإنتظام والمداومة في ممارسة الرياضة بمعدل لا يقل عن ثلاثة مرات أسبوعيًا لأنها تُخفف من آلام الدورة الشهرية الطبيعية.
2. تجنب النشويات والسكريات والدُهنيات والمشروبات الغازية قد الإمكان لأنها أغذية تزيد من آلام الدورة الشهرية، مع الإلتزام بتناول الغذاء الصحي الغني بالفيتامينات وخاصةً الأوميجا 3 وفيتامين D.
3. الإقلاع عن التدخين وتناول المشروبات الكحولية، والتقليل من تناول المشروبات الغنية بالكافيين.

وأثناء فترة الدورة الشهرية تلتزم المرأة بالممارسات الآتية:
1. تناول مشروبات الأعشاب الساخنة.
2. الإستحمام بالماء الساخن، ولا صحة لما هو شائع بين البنات بأن الإستحمام أثناء الدورة الشهرية يُأخر الحمل.
3. تدليك منطقة أسفل البطن ومنطقة أسفل الظهر بالزيوت الطبيعية.

• الشق الثاني يرتبط بالعلاج الدوائي، ومن المسكنات البسيطة التي يمكن إستخدامها خلال فترة الشعور بالألم أدوية الـ (آيبوبروفين). وإذا لم تختفي الآلام أو تقل حدتها بعد المسكنات الخفيفة والممارسات الحياتية المذكورة يمكن تناول أقراص منع الحمل.

أما علاج الآلام الثانوية المرضية فهو مختلف بإختلاف نوع المرض المسبب لهذه الآلام، لأن هذه الأمراض كلها قد يلزمها العلاج الدوائي فقط وقد تكون في مراحلها المتقدمة التي تحتاج إلى التدخلات الجراحية، وكل ذلك متوقف على التشخيص الدقيق للطبيب.

ما الفرق بين تكيس المبايض وأكياس المبيض؟ وهل يرتبطان بآلام الدورة الشهرية؟

أكياس المبايض هي ظهور كيس ممتلئ بمادة ما على المبيض، وهذه المادة قد تكون الماء أو الدم أو الدهون. أما تكيس المبايض فهو متلازمة تظهر أعراضها على الجسم كله ومنها إضطراب الدورة الشهرية وظهور الشعر الكثيف على الجسم والوجه وظهور الحبوب في الوجه ومقاومة الأنسولين والسمنة، والتكيس لا علاقة له بآلام الدورة الشهرية لأن أغلب الدورات الشهرية لمريضات تكيس المبيض غير منتظمة ولا تحدث فيها إباضة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top