الجروح القديمة .. آثارها وطرق علاجها

التهاب الجروح ، أثار الجروح ، الندبات ، حب الشباب
الجروح وآثارها – أرشيفية

لماذا تترك الجروح آثار في الجسم بعد التعافي؟

أجاب الدكتور “نضال أيوب” استشاري الجراحة الجلدية التجميلية موضحًا: يعتمد ذلك على عمق الجُرح، فكلما كان الجُرح عميقًا كلما تأثرت طبقات الجلد الداخلية ولهذا يكون الإلتئام مُصاحبًا لتكوُّن الندبات، وهذه الندبات قد تتعافى مستقبلًا وتبقى على هيئة خطوط بسيطة على الجلد وقد تظل على شدتها لفترات زمنية طويلة. وطول بقاء الندبة على الجلد يتوقف على عدة عوامل هي:
• عمق الجُرح.
• مكان الجُرح.
• نوع الجُرح.
• الوسائل التي تم إتباعها للتخفيف من الندبة فور إلتئام الجُرح.

وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن بعض الأمراض الجلدية قد تترك ندبات وآثار على الجلد بعد التعافي منها مثل حبوب الشباب.

ما هي أنواع الجروح؟

أشار “د. نضال” إلى تعدد أنواع الجروح، وذكر التأثير المباشرة لنوع الجُرح في شكل الندبة وطول فترة بقاءها على الجلد، ومن هذه الأنواع:
• الجُرح الطبي: وهو الذي يكون بواسطة الطبيب في العمليات الجراحية والتجميلية، وعادةً ما يكون جُرح متقن وفي أماكن جسدية محددة لتفادي أن يترك آثار ظاهرة على الجلد والبشرة.
• الجروح العادية الناتجة عن الإصابات والحوادث: وهي جروح عشوائية، وفي الغالب تحتاج إلى علاج طبي لمنع الآثار الجلدية والندبات بعدها.
• التقرحات والجروح الناتجة عن الأمراض المزمنة والتنويم السريري لفترات زمنية طويلة في المستشفيات والعيادات.
وهذه الأنواع من الجروح بعضها يترك ندبات سطحية، وبعضها يترك ندبات عميقة، وبعضها يترك النوعين كحبوب الشباب التي تترك ندبات عميقة في الوجه وتترك ندبات بارزة إذا أصابت منطقة الظهر أو الأكتاف.

لماذا يختلف شكل الندبات بإختلاف المنطقة الجسدية؟

يختلف شكل الندبة من شخص إلى آخر بحسب طبيعة الجسم، فحقنة الدرن التي تُؤخذ في أعلى الذراع عند الولادة تترك أثر مدى الحياة، هذا الأثر قد يكون بارز وقد يكون منخفض وغائر بحسب طبيعة تعاطي الجسم مع الجُرح.

وتابع “د. نضال” قائلًا: وبالإضافة إلى طبيعة الجسم يؤثر أيضًا مكان الندبة في شكلها، فالمنطقة الواقعة بين الرقبة والسُرة يزيد فيها تكون التليفات الظاهرة (الكيلويد) بسبب الجروح.

وبشكل عام يمكننا القول أنه لا توجد قاعدة طبية واحدة لأنواع الجروح وأثرها على الجلد، فالأمر مختلف بإختلاف الأشخاص، وكذلك طريقة التعامل مع الجُرح منذ البداية لها أثر واضح في تكون الندبة أو عدم التكون، فالجروح إذا أُصيبت بالإلتهاب أو بتجمع السوائل والدم تتسع فيها أطراف الجلد، وكلما اتسعت أطراف الجلد كلما كان الإلتئام في منطقة ليفية تختلف في لونها عن لون الجلد حيث تكون داكنة أكثر أو فاتحة اللون أكثر.

ما الطريقة المُثلى للتعامل مع الجروح؟

التعامل مع الجروح يتصف بالسهولة ويمكن ذكر خطواته في الآتي:
• إستخدام الإصبع لوقف النزيف.
• غسيل الجُرح جيدًا.
• تطهير الجُرح بالكحول أو بمواد البيثيدين.
• الغلق الجيد للجُرح، فإذا كان الجُرح كبيرًا وجب ربطه بضمادة طبية لحين الحصول على الرعاية الطبية، أما إذا كان الجُرح والنزيف بسيط فيمكن لفه جيدًا ببلاستر طبي لوقف النزيف.
• إذا كان الجُرح عريض أي تتباعد المسافة بين طرفي الجُرح فيجب خياطته بالغُرز الطبية في العيادة.

هل التعامل مع الجروح بالخلطات الشعبية ذا أثر في تكون الندبات؟

غالبية الخلطات الشعبية المشهورة لها أثر واضح في إلتئام الجُروح مثل وضع البُن على الجُرح لأنه يحتوي على مادة الكافيين وهي التي تعمل على إنقباض الأوعية الدموية ومن ثَم إيقاف النزيف وإلتئام الجُرح، أما من ناحية أثر هذه الوصفات الشعبية في تكون الندبات فلا توجد دراسات علمية واضحة تُثبت أو تنفي ذلك.

هل يمكن ألا تلتئم الجروح؟

أكد “د. نضال” على أن الجلد هو أكبر عضو في جسم الإنسان، وهو يُغلف كامل الجسم لحمايته من البكتيريا والجراثيم، والجُرح ما هو إلا عبارة عن منفذ لهذه البكتيريا والجراثيم، وإذا إلتهب الجُرح بفعل هذه البكتيريا فلن يلتئم، وقد يتطور الأمر إلى الإلتهابات الشديدة والخُرجات البكتيرية وقد تصل الحالة إلى تسمم الجسم بأكمله، لهذا تتطلب الحماية من الأثر الصحي لبعض البكتيريا إلى تناول الأمصال واللقاحات بجانب علاج الجُرح القطعي مثل حقن (التيتانوس) التي تُوصف للمريض إذا ما كان الجُرح ناتج عن آلة حادة أو حدثت الإصابة في مكان عام شديد التلوث.

ما الأصعب علاجًا آثار حروق الشمس أم آثار حروق النار؟

قد تتسبب حروق الشمس في تكون الفقاعات على الجلد ولكنها في النهاية لن تكون بالعمق الشديد الذي يمنع إلتئامها أو يجعلها تلتئم وتترك ندبات على الجلد. أما حرارة النار تؤثر على الكولاجين والخلايا الجلدية بشكل كامل إلى الحد الذي يصعب معه إستشفاءها وهو ما يختلف عن خلايا الجلد المحروقة بالشمس والذي من الممكن أن تستعيد وضعها الطبيعي.

هل يُعالج الليزر ندبات الجروح نهائيًا؟

توجد أنواع معينة من الليزر التي تعمل على تحسين شكل ووضع الندبات الناتجة عن الجروح والحروق، ولكنها لا تعمل على الإزالة التامة للندبات، وتحسين شكل الندبات قد يصل إلى 70% بحسب عدد الجلسات، وهي نسبة جيدة جدًا حيث ستُعالج النسبة الباقية بطرق علاجية أخرى مثل حقن الفيلر مع الندبات المنخفضة أو إزالة الأنسجة الليفية جراحيًا، إلى جانب علاجات تفتيح لون البشرة وباقي العلاجات الدوائية والمستحضرات الموضعية، وهذه الكيفية عبارة عن برنامج علاجي متكامل للوصول إلى أفضل النتائج.

هل تُؤثر نوع البشرة ولونها في علاج الندبات؟

اختتم “د. نضال” قائلًا: تختلف مكونات وعناصر البرنامج العلاجي بإختلاف نوع البشرة، فالبشرة الداكنة تحتاج أنواع معينة من الليزر وبدرجات أقل، أما البشرة الفاتحة تتحسن أكثر مع تقنية تقشير الجلد… وهكذا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top