التغذية السليمة لكبار السن

تمت الكتابة بواسطة:

كبار السن ، التغذية ، العناصر الغذائية ، فيتامينات ، الحديد ، الكالسيوم ، الفواكهة ، الأسماك
كبار السن – أرشيفية

ما أبرز المشكلات التي تصيب كبار السن وتؤثر في تغذيتهم؟

قالت الأستاذة “رُبى مشربش” أخصائية التغذية: من الضروري والمهم الإهتمام بتغذية كبار السن لأنها عامل مؤثر في جودة معيشتهم وصحتهم النفسية، حيث أشارت الدراسات الحديثة إلى أن كبار السن ذو الطبيعة التفاؤلية وأصحاب الإستقرار النفسي والمتبعين لأنماط غذائية صحية تزيد فرص بقاءهم على قيد الحياة بمعدلات تصل إلى سبعة سنوات أكثر من غيرهم، وطبقًا لهذه الدراسات يعتبر المفتاح الذهبي لحياة معمرة هو النمط الغذائي الصحي والحالة النفسية الجيدة.

وأبرز ما قد يتعرض له كبار السن ويؤثر مباشرة في تغذيتهم هو إصابتهم بالإكتئاب وفقدان الأمل في الحياة والشعور بالوحدة والعزلة، حيث أن هذه المشاعر السلبية قد تمنعهم عن الطعام وبالتالي هم عُرضة لسوء التغذية، وتزداد تبعات هذه المشاعر إذا تزامنت مع إصابة الشخص بمرض مزمن لا شفاء منه.

وتابعت “أ. رُبى” قائلة: أضف إلى ما سبق من مشكلات نفسية مجموعة أخرى من الأمراض العضوية، فكبار السن هم أكثر الناس عُرضة للإصابة بهشاشة العظام وأمراض القلب والسكري وإرتفاع ضغط الدم وخسارة الكتلة العضلية للجسم، وكلها أمراض تؤثر في حركتهم ونشاطهم البدني وبالتالي تؤثر في حاجتهم للغذاء ومقاديره وكمياته ونوعياته.

ما أهم العناصر الغذائية التي يجب أن يركز عليها كبار السن؟

أشارت “أ. رُبى” إلى أنه توجد مجموعة كبيرة من الفيتامينات والمعادن التي لابد وأن ينتبه كبار السن لمستوياتها في أجسامهم، لذا يلزم كل من تخطى الخمسين من العمر إتمام فحوصات دورية بشكل منتظم للتعرف على مستويات هذه العناصر في الدم، وأهم هذه العناصر ما يلي:
1. فيتامين B12: حيث أنه من أكثر الفيتامينات نقصًا بالجسم عند التقدم في العمر كما أكدت الإحصائيات التي أشارت إلى أن 20% من كبار السن يعانون من نقصه، ويرجع هذا إلى عدة أسباب منها إنخفاض نسب الحموضة في المعدة، وتناول العديد من الأدوية التي تعيق إمتصاصه في الأمعاء، وعدم تناول كميات كافية من المصادر الحيوانية نظرًا لعدم القدرة على المضغ الجيد، وترجع أهمية الفيتامين إلى أنه ضروري لإنتظام عمل وتجديد الخلايا العصبية التي إن تلفت وتخربت لن يمكن إستعادتها مرة أخرى.
2. الحديد: ورغم أن الحاجة له تنخفض عند كبار السن حيث تحتاج المرأة قبل إنقطاع الطمث إلى 18 ملليجرام منه في حين أنها تحتاج بعد إنقطاع الطمث إلى 8 ملليجرام منه فقط في اليوم الواحد إلا أن كبار السن أيضًا عُرضه للإصابة بنقصه أي بالأنيميا، ويرجع ذلك إلى أنهم عادةً ما يتناولون أدوية علاجية تؤثر على قدرة الجسم على إمتصاصه من الغذاء مثل مضادات الحموضة، كذلك قلة تناولهم لأصناف غذائية مهمة لعدم قدرتهم على المضغ والهضم.
3. الكالسيوم: فمن المعروف أن إحتياجات الجسم من الكالسيوم تزيد بعد عمر الخمسين، حيث يحتاج الإنسان إلى 1000 ملليجرام منه في اليوم قبل عمر الخمسين، وهذه الكمية ترتفع إلى 1200 ملليجرام بعد عمر الخمسين.
4. فيتامين D: ويرجع نقصه عند كبار السن إلى عدم تعرضهم الكافي لأشعة الشمس، وكذلك لتناولهم القليل من الأغذية الغنية به.

ما هي أهم الأطعمة التي يُطلب من كبار السن التركيز على تناولها؟

أكدت “أ. رُبى” على أن كبار السن يلزمهم تنويع مصادرهم الغذائية مع التركيز على الأغذية الطازجة بشكل خاص، ويمكن ذكر بعض الأطعمة الضرورية لهم في الآتي:
1. الخضروات بأنواعها وبخاصةً الخضروات الورقية مثل السبانخ والخس…إلخ، لأنها مصادر غنية بفتامين الفوليت، كما أنها غنية بمضادات الأكسدة الواقية من العديد من الأمراض.
2. الفواكهة بأنواعها وبخاصةً التي تتلون منها باللون الأحمر مثل الفراولة والتوت والتفاح، لأنها كلها أطعمة غنية بمضادات الأكسدة، وهي كذلك مفيدة لمرضى القلب والسكري، وأقل كمية يُلزم بها كبار السن هي ثمرتين من الفاكهة كل يوم على الأقل.
3. الحليب قليل الدسم: ومن المفضل اختيار الأنواع التجارية المدعمة بالفيتامينات والمعادن المهمة مثل فيتامين D والكالسيوم والحديد، ويحتاج كبير السن إلى تناول ما لا يقل عن أربعة أكواب في اليوم، وإن لم يستطع الوصول إلى هذا المعدل يمكن له الإستعاضة بالأجبان ومنتجات الحليب الطبيعية، أو يمكن إدخال الحليب في طرق الطهي المختلفة للإستفادة منه.
4. الأسماك والأفوكادو: لأنها مصادر غنية بعنصر الأوميجا 3 الضروري لصحة الدماغ والذاكرة وللحماية من الأمراض، ويحتاج كبار السن إلى تناول الأسماك بمعدل مرتين أسبوعيًا على الأقل وبالأخص أسماك السردين لأنها غنية أيضًا بفيتامين D والكالسيوم. وبالنسبة للأفوكادو فهو غني أيضًا بالدهون الصحية الغير مشبعة.
5. الجوز وبذور الشيا وبذور الكتان: فهي مصادر غنية أيضًا بالأوميجا 3 النباتي والدهون الصحية الغير مشبعة، مع ضرورة التنبيه على عدم الإكثار من بذور الشيا والكتان لأن كبار السن في العادة مصابين بكسل في الأمعاء وبالتالي زيادة الكميات من هذه البذور قد يؤدي إلى إنسدادها وظهور الإمساك.
6. العصائر الطبيعية: وبخاصة تناولها بدون سكر للإستفادة من قيمتها الغذائية ومنع ضررها.
7. الماء: حيث أن كبار السن دائمًا ما يصابوا بالإمساك وكذلك هم أكثر عُرضة للإصابة بالجفاف وحصوات المسالك البولية، وبالتالي شرب كميات وفيرة من الماء يساعد في تفادي الإمساك ويساعد في تسهيل وإتمام عمليات الهضم بصورة أفضل وكذلك يمنع الإصابة بالجفاف أو حصوات الكُلى.

واختتمت “أ. رُبى” حديثها قائلة: بشكل عام نود التذكير بأنه كلما كانت تغذية كبار السن جيدة وصحية كلما كان جهازهم المناعي أقوى وأنشط ضد الأمراض.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: