التغذية الرياضية وفوائدها

ما الفرق بين التغذية الرياضية والتغذية بشكل عام؟

قالت “د. مرح حموري” أخصائية التغذية الرياضية. حيثما ذُكر مصطلح التغذية الرياضية أو النظام الغذائي أشار في ذهن العديد من الناس إرتباطه بإنقاص الوزن أو توزيع الوجبات ونوعياتها، لكن في الحقيقة يتفرع علم التغذية على إتساع مفهومه ومباحثه إلى الكثير من المجالات، فمنها مجالات التغذية العلاجية وتغذية الحامل والمُرضع وتغذية الأطفال وتغذية الرياضيين.

وتكتسب التغذية الرياضية أهميتها من الدور المهم الذي تلعبه في تحسين الأداء الرياضي، فكل عنصر غذائي صاحب دور فعال في تحسين الأداء الرياضي في كل نوع من أنواع الألعاب الرياضية على إتساعها وتشعبها، كما أن الحميات الغذائية تختلف باختلاف نوع الرياضة التي يتم ممارستها، حيث يختلف النظام الغذائي الخاص برياضة التنس عن ذلك النظام الخاص بكورة القدم أو كمال الأجسام… إلخ.

والخلاصة أن كل رياضي وكل لُعبة رياضية لهما نظامهما الغذائي الخاص بهما، والذي بالضرورة لا يصلح لشخص آخر أو لُعبة رياضية أخرى.

هل يمكن التأكيد على امتلاك كل رياضي ينافس على بطولات عالمية نظام غذائي رياضي خاص به؟

لا شك أبدًا في ذلك، حيث يمتلك هؤلاء الرياضيين الدوليين حمية غذائية خاصة تعتمد بشكل أساسي على نوع الرياضة التي يمارسونها وتوقيت ممارسة التدريبات وخوض المباريات، فكل رياضي يعلم جيدًا ماذا يأكل قبل المبارة بيوم كامل وقبلها بساعتين كذلك.

هل تلعب المكملات الغذائية دورًا في التغذية الرياضية؟

كما يتضح من التسمية هي عبارة عن تكملة للتغذية وليست أساس لها، فلا نستطيع القول بالاعتماد عليها مائة بالمائة. ويختلف دور وتأثير وجرعات المكملات الغذائية من رياضي إلى آخر ومن لُعبة إلى أخرى، فالأصل أن يحصل الرياضي على العناصر الغذائية من الأغذية الطبيعية، لكن في بعض الحالات تحتاج بعض الرياضات أو بعض أجسام الرياضيين إلى معدلات أعلى من السعرات الحرارية، وبالتالي لن يستقيم تناولهم لأكثر من تسعة وجبات للحصول على احتياجاتهم، فهنا يأتي دور المكملات الغذائية بالإندماج في نظام غذائي متوازن ومتكامل.

وأولى خطوات الإندماج الصحي بين النظام الغذائي والمكمل الغذائي هي الإشراف الطبي لتحديد الجرعة المطلوب تناولها يوميًا.

وبشكل عام عند إستخدام الرياضي للمكملات الغذائية بالجرعة الطبية الصحيحة، مع التنبه لنوع المكمل الغذائي وجودته، فلن ينتج عنها أي مشكلات صحية على الجسم.

كيف تساعد التغذية الرياضية والحميات الرياضية في بناء الكتلة العضلية؟

من المفاهيم المغلوطة غذائيًا أن بناء الكتلة العضلية يحتاج إلى ممارسة مستمرة لمجموعة من التمارين الرياضية مع تناول كميات كبيرة من البروتينات، لكن صحيًا وواقعيًا يحتاج بناء الكتلة العضلية إلى إجراءات غذائية ومنها التغذية الرياضية أكثر من ذلك، نذكر منها الأمثلة الآتية:
الإهتمام بتناول الكربوهيدرات التي تساعد على رفع طاقة الجسم لتمكينه من إستمرارية ممارسة التمارين الرياضية.

التركيز على تناول الدهون الجيدة، لأنها تساعد في تحفيز الجسم لإفراز مجموعة من الهرمونات الداخلة في بناء الكتلة العضلية بشكل مباشر.

ما أبرز الأغذية التي تمد الجسم بالدهون الجيدة؟

تتعدد الأغذية التي تمد الجسم بالدهون الجيدة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
• المكسرات النيئة.
• الأسماك بشكل عام.
• الأفوكادو، وهو من أفضل أنواع الدهون الجيدة.

ما الأضرار التي قد تلحق بالرياضي الغير متبع لحمية غذائية رياضية؟

الأمر في مجمله لا يتعلق بأضرار أو أمراض صحية على جسم الرياضي أو ما شابه، لكن تجاهل الرياضي للحمية الغذائية الرياضية سيُعيقه عن تحقيق أهدافه التنافسية في اللُعبة التي يمارسها. فالرياضي الذي يريد زيادة كتلته العضلية أو الذي يريد الوصول لمعدلات تنافسية ولياقة بدنية ضرورية لخوض غمار المنافسات الرياضية العالمية إذا لم يتبع حمية غذائية رياضية لن يتمكن من الوصول لهذه الأهداف المذكورة.

ما الفرق بين الكتلة العضلية النسائية والرجولية؟ وهل تؤثر الحمية الغذائية في تحديد ذلك؟

بديهيًا تزيد الكتلة العضلية في الرجال عن النساء، وعليه تختلف الحميات الغذائية والتمارين الرياضية (من حيث حجم الأوزان المستخدمة، وطريقة إستخدامها، وعدد ساعات ومرات التمارين في اليوم) المنوط بهما بناء الكتل العضلية باختلاف الجنس، لأن تناول سعرات حرارية أعلى من المطلوب.

وكذلك حمل أوزان أكبر من المطلوب قد يؤدي بالأنثى إلى تضخم كتلتها العضلية لما يشبه الذكور، وهو قد ما لا يُحمد عقباه مستقبلًا.

هل يستلزم بناء الكتلة العضلية عند اللاعبات تناول المكملات الغذائية؟

يتوقف ذلك على طبيعة جسم الأنثى، وبشكل عام لا داعي لإستعمال المكملات الغذائية إذا كانت اللاعبة تحصل على ما كل ما يحتاجه الجسم من البروتينات والسُعرات الحرارية المطلوبة لبناء الكتلة العضلية.

وفي الواقع قد يتصادف لجوء بعض اللاعبات للحصول على البروتينات من المصادر النباتية فقط دون المصادر الحيوانية لعدم الرغبة في تناول الحليب ومشتقاته أو عدم الرغبة في تناول بعض اللحوم، وهنا ينصح طبيب الفريق المتخصص بإستعمال المكملات الغذائية بجرعات مدروسة للحصول على البروتين الحيواني المهم لبناء الكتلة العضلية.

هل تناول المكملات الغذائية للتنحيف أو للتسمين يضر صحيًا بجسم المرأة؟

الراغبات في زيادة الوزن لا يضرهن تناول المكملات الغذائية بإشراف طبي، لأن معدلات الحرق في أجسامهن مرتفعة بالأساس، فأي ما تناولن سيستفيد منه الجسم ويزيد داخله معدلات السعرات الحرارية لتحقيق زيادة الوزن المطلوبة، وهؤلاء بالأساس يتبعن حميات غذائية مرتفعة السعرات الحرارية.

أما الراغبات في التنحيف يختلف معهن قواعد الحمية الغذائية كليًا، حيث تعتمد حميات التنحيف والتخسيس على سعرات حرارية قليلة جدًا، كما أن نوعيات الطعام مختلفة تمامًا عن حميات زيادة الوزن.

فتعتمد غالبية الأغذية المصنفة في جدول الحمية على الأغذية الغنية بالألياف والكربوهيدارت المعقدة وغير ذلك من العناصر الغذائية التي تساعد على إعطاء شعور الشبع لفترات زمنية أطول، وعليه قد يكون تناول المكملات الغذائية في حالات خسارة الوزن في حدود ضيقة النطاق جدًا.

ما أبرز النصائح المتعلقة بالتغذية الرياضية لعموم الرياضيين؟

كثير من الأشخاص العاديين الممارسين للتمارين الرياضية يشكون من عدم إحراز نتائج ظاهرة بعد فترات زمنية طويلة من الممارسة، فلا يحصلون على زيادة في كتلتهم العضلية على النحو المرغوب، والسبب الرئيسي هنا – كما سبق وأن ذكرنا – هو ليس التمرين وحده المنوط به بناء الكتلة العضلية، لكن التغذية الصحية المناسبة لأنواع التمارين المُمارسة تلعب دورًا كبيرًا في إحراز النتائج.

وأيضًا لا تقتصر التغذية الرياضية على تناول البروتينات وحسب، بل يجب التنبه لتناول كل العناصر الغذائية، لأن كل عنصر من هذه العناصر له دور مهم وأساسي في بناء جزء من الكتلة العضلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top