التبول اللاإرادي والاضطرابات السلوكية عند الأطفال

التبول اللاإرادي ، الأطفال ، نفسية الطفل خوف الطفل
الإضطرابات السلوكية عند الأطفال – أرشيفية

يعتبر التبول اللاإرادي عند الأطفال من أكثر الاضطرابات السلوكية شيوعا لديهم ولكن عند علاج ذلك السلوك بطريقة صحيحة سلوكيا ودوائيا فحتما تكون النتائج جيدة، وسيحدثنا في ذلك ” الدكتور / نواف المومني – استشاري الأمراض الباطنية وأمراض الأطفال”

ما المقصود بمسمى الاضطرابات السلوكية؟

تعتبر الاضطرابات السلوكية هي أمراض شائعة عند الأطفال وتشكل عبئا كبيرا على أهل هؤلاء الأطفال حيث أنها تختلف عن الأمراض العضوية الأخرى لأن علاج تلك الاضطرابات يحتاج لفترات زمنية طويلة ويجب العلاج بعدة اشكال دوائيا وسلوكيا مع طبيعة التعامل مع الأطفال بشكل جيد.

متى يتم القلق من التبول اللاإرادي عند الاطفال؟

يمكن القلق على الطفل عندما يصل إلى ثلاث سنوات ونصف من أن يتعرض للتبول اللاإرادي دون أن يستأذن من والديه قبل الدخول للمرحاض.

ينقسم التبول اللاإرادي إلى قسمين أولهما تبول ناتج نتيجة أمراض عضوية مثل وجود التهابات في المسالك البولية للطفل ويمكن تشخيصه وعلاجه بكل سهوله إلى جانب أنه هناك تبول قد يستمر مع الطفل بعد ثلاث ونصف حيث نهارا يمكن للطفل التبول في المرحاض بشكل طبيعي لكن عند النوم ليلا يتم التبول ويجب التركيز على هذا النوع من التبول الذي يحدث خلال النوم بعد ثلاث سنوات ونصف من عمر الطفل.

من أهم أسباب التبول اللاإرادي بعد 3 سنوات ونصف هو إصرار الأم أن يتم نظافة الطفل من التبول مباشرة بطريقة صحيحة، لذلك يُنصح للأم ألا تضغط على الابن للنظافة الكاملة من التبول قبل سنتين من عمره كما يمكنها أن تعلمه بطريقة صحيحة كيفية التبول بعد سنتين.

هناك بعض السلوكيات الأخرى للتبول اللاإرادي وهي أن يكون هناك بعض الاضطرابات العضوية في الجسم مما تسبب التبول اللاإرادي إلى جانب الغيرة والفوبيا والخوف التي يمكنها أن تتسبب في التبول اللاإرادي للطفل.

يمكن للطفل بعد ثلاث ونصف يمكن للطفل الصغير أن يكون له أخ أو أخت والذي يغار منه الطفل ليضغط على الجهاز العصبي السمبتيكي مما يتسبب في التبول اللاإرادي وهو أكثر سبب للتبول اللاإرادي بعد 3 سنوات ونصف.

وتابع الدكتور ” نواف المومني “: لابد من عدم التعامل مع الطفل الثاني بطريقة جذابة أمام الطفل الأول حتى لا يتم حدوث غيره لديه من الطفل الثاني كما يجب على الأهل أن يعاملوا الطفل الأول برفق وحنان خاصة وإن كان لدية تبول لا إرادي دون أن يعاقبه الأهل.

تعتبر كذلك تشوهات المسالك البولية وأمراض النخاع الشوكي والجهاز العصبي أحد أسباب التبول اللاإرادي لذلك يبدأ تحديد العلاج بعد تحديد سبب التبول اللاإرادي.

لابد لعلاج الطفل علاجا سلوكيا وهو عامل رئيسي للعلاج عن طريق عدم عقاب الطفل ومكافئته وعدم التكشير في وجهه وعدم انتقاده على التبول اللاإرادي حيث أن هذه الأفعال قد تزيد من حدة التبول اللاإرادي عند الطفل.

في حالة عدم تبليل الفراش لمرة أو مرتين من جهة الطفل يجب على الأم مكافئة الطفل وتقبيله على هذا الفعل الناجح وتمتدحه من خلال إعطاؤه بعض الهدايا مثل الشكولاتة وغيرها من أساليب المكافئة حيث أنه عند عقاب الطفل بسبب تبليل فراشه بالبول أو بالبراز فإن هذا يؤثر على الجهاز العصبي لدى الطفل بسبب التوتر الزائد ويؤثر على عمل المثانة وفتحات البول الداخلية والخارجية بعكس ما يحدث عندما يشعر الطفل براحة من خلال الهرمونات التي تهيج المثانة ويتسهل عمل جهاز العصبي السمبتيكي مما يؤثر بالضرورة على البول.

وأضاف الدكتور ” نواف المومني “: يجب أن يتم تعود الطفل على شرب السوائل بكثرة خلال فترة النهار ولا يقوم بإخراج البول عن طريق التبول خلال تلك الفترة حتى يتم تقوية عضلات المثانة من الداخل ويُفضل قبل النوم بساعتين أو ثلاثة ألا يتم شرب الماء حيث أن الاطفال يقومون بالتبول اللاإرادي في أول نصف ساعة من النوم إلى جانب ضرورة تفريغ المثانة بعد النوم مباشرة من البول مع الاعتماد على أسلوب المكافئة للطفل.

أما عن الجانب الطبي في العلاج، فهناك الكورس طبي يمتد حتى ثلاثة أشهر يجب أن يسير عليه الطفل حيث تمت دراسة على 700 طفل تم مراقبتهم لستة سنوات أثبتت تلك الدراسة أن 96% من الأطفال الذين ساروا على هذا الكورس الطبي تم شفاؤهم خلال سنتين إلى 3 ويتم التحسن من أول شهرين كما أن 70% تم تحسن حالتهم في أول ستة أشهر.

لابد من عمل كورس طويل للطفل لعلاج بشأن الاضطرابات النفسية التي تنتج نتيجة الخوف والغيرة عند الطفل بالإضافة إلى ضرورة تناول الدواء الذي ينظم هرمون الغدة التي تُفرز من الدماغ والتي تتحكم في التبول إلى جانب الأدوية التي تقوي عضلات المثانة أغلبها تكون من المكملات الغذائية.

بالإضافة إلى تلك الأدوية الساق ذكرها، يجب التأكد من عدم وجود حصى عند الطفل في الكُلى أو التهاب مسالك بولية أو رمل في البول لأنها تؤثر على الطفل.

يجب التنويه كذلك على أهمية تناول الدواء الطبي لمدة 6 أشهر دون انقطاع في كورس دوائي متكامل بين المضادات الحيوية والأدوية التي تنظف البول من الحصى والأملاح والأدوية التي تنظم عمل المثانة إلى جانب الأدوية المسئولة عن هرمون البول الذي يُفرز من الدماغ حيث أن تلك الأدوية من بينها ما يتم تناوله أسبوعيا وشهريا إلخ إلخ..

وأخيرا، في حالة عقاب الأم لطفلها وتم انتقاده بسبب التبول اللاإرادي فإن تلك الحالة ستزيد عنده وتتأخر عند عمر كبير قد يصل للثلاثين.

أضف تعليق

error: