ما هي أسس وشروط الخطوبة الصحيحة؟

أسس الخطوبة الصحيحة

دائماً ما تحدث الكثير من المشاكل والمعوقات في فترة الخطوبة بين الطرفين خاصةً إذا طالت هذه الفترة.

هذه الفترة تُعد مهمة بدرجة كبيرة لكلا من الشاب والفتاة ليتعرف كل منهما على الآخر ويكتشفون مميزات وعيوب بعضهما البعض، ليقررا في نهاية هذه الفترة استكمال فترة الخطوبة بالزفاف السعيد أم غير ذلك.

لذلك يجب التعرف على كافة المعوقات والصعوبات التي قد تواجه كلا من الشاب والفتاة في فترة الخطوبة ومحاولة تداركها بصورة جيدة في هذه الفترة الحرجة التي قد تطول رغماً عنا نتيجة للحالة المادية البسيطة في بعض الحالات، ونتيجة للسن الصغير لأي من الشاب أو الفتاة في أحيان أخرى.

أهم المشاكل التي يمكن أن تحدث جراء الخِطبة الطويلة

تقول الدكتورة فادية الإبراهيم “باحثة ومتخصصة في علم الاجتماع” أن هناك العديد من المشكلات التي تواجه الشاب والفتاة خلال فترة الخطوبة التي تُعد بمثابة مرحلة مسبقة للزواج، ويتم في هذه المرحلة التحضير والاستعداد للزواج، كما يتم من خلالها زيادة التعارف بين الخطيب وخطيبته، لذلك يجب ربط مرحلة الخطوبة بمدة معينة أو بزمن معين، شريطة أن يكون هذا الزمن أو تلك الفترة منطقية، ولا يجب أن تتسم هذه الفترة بالعشوائية أو الفوضى وعدم التحضير الجيد لها.

الجدير بالذكر أن الفترة الصحيحة أو المناسبة للخطوبة يجب ألا تقل عن ٦ أشهر حتى تكون هنالك مساحة كافية للطرفين أن يتعرف كل منهما على الآخر، وأعلاها تقديراً سنة كاملة، وأكثر من سنة ستتسم هذه الفترة بالملل وزيادة المشاكل بين الخطيب وخطيبته، ويصير هنالك أمور سلبية أكثر من الإيجابية.

أما عن أهم المشكلات التي تواجه الخطيب وخطيبته هي:

  • اختلاف الطباع خاصةً إذا كانت الخطيبة من بيئة والخطيب من بيئة وثقافة أخرى مختلفة عنه.
  • اختلاف الطبيعة بين الرجل والمرأة، حيث أن المرأة تعتبر عاطفية أكثر من الرجل، وتهتم بالشكليات وتفاصيل الأمور، ولكن الرجل يعتبر عملي بدرجة أكبر من المرأة، ويركز على إنجاز المهام والأمور الحياتية بشكل عملي وسريع، ومن ثم يحدث التصادم بين الطرفين لأن كل منهما له تفكير محدد عن الخطوبة، حيث تميل الفتاة إلى الورود والخروج الكثير ، بينما الرجل يفكر دوماً في هذه الفترة في كيفية إعداد بيت الزوجية ويجهز لمتطلبات الزواج.
  • الأهل، حيث يمكن أن يكون الأهل سبباً رئيسياً في حدوث الخلافات بين الخطيب وخطيبته، ومن ثم فإننا نلاحظ انفصال العديد من الخطباء عن بعضهما بسبب التدخل الزائد من الأهل بدون داعي.
  • الملل، خاصةً إذا طالت فترة الخطوبة، لأن الخِطبة الطويلة تفقد مرحلة الخطوبة حماسها واندفاعها لتميل حينئذ إلى حالة من البرود والملل خاصةً إذا كان الخطيب مسافر إلى أي دولة خارجية حيث خفة التواصل بينه وبين خطيبته رغماً عنه.

واقرأ ما يفيدك

كيف يمكن تجنب حدوث المشكلات في فترة الخطوبة؟

من الضروري اختيار الخطيب أو الخطيبة المناسبة والتفكير في هذا الأمر جيداً قبل أن يطرق الخطيب خطيبته، ومن ثم يجب الابتعاد قليلاً عن العواطف عند اختيار الزوج أو الزوجة والتفكير بعقلانية نوعاً ما في المواصفات أو الصفات التي يجب أن تتسم في الزوج أو الزوجة.

على سبيل المثال، يجب أن يكون هنالك توافق في العمر بين الشّاب والفتاة، بحيث لا يكون العمر متقارب بينهما، ولكن يُفضل أن يكون العمر بينهما بين ٤ و ٧ سنوات.

إلى جانب ذلك، من المهم أن يكون هنالك تقارب اجتماعي ومادي بين الفتاة وخطيبها، فضلاً عن أهمية التوافق بين الدرجات العلمية بينهما، ومن ثم يجب أن تتسم فترة الخطوبة بالدقة دون أن تكون عشوائية أو مندفعة، لأن إعجاب الشاب بالفتاة أو العكس ليس مبرراً كافياً لإعداد الزواج السليم.

تابعت “فادية”: هناك بعض الأمور التي يجب أن يتحدث كل من الشاب والفتاة مع بعضهما البعض خلال فترة الخطوبة، ومن بين هذه الأشياء:

  • الطِّباع، لذلك إذا كان أحد الطرفين به طباع سلبية، لابد له من أن يخبر شريكه بها قبل الزواج، ومن أمثلة هذه الطباع العصبية، الانطوائية أو ما شابه.
  • الأمور المادية والمالية، حيث يمكن للشاب أن يصارح خطيبته بدخله الحقيقي، وممتلكاته، وأموره وحسابته المادية، كما يستوجب عليه أن يصارحها إذا كان يرغب في أن تشاركه في نفقات المنزل حتى لا يؤدي عكس ذلك إلى صدام حياتي فيما بينهما بعد ذلك.
  • طريقة الحياة، حيث أنه عند خطبة فتاة غير محجبة على سبيل المثال، فمن الضروري أن يقتنع الشاب بهذا الأمر دون أن يجبر خطيبته على خلع حجابها بعد الزواج.
  • الأمور المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية كعلاقة الخطيبة بالأهل أو علاقة الخطيب بالأهل، ومن ثم يجب على كل منهما الحديث في هذه الأمور بشكل صريح.
  • الأصدقاء، حيث يجب على الشريك وشريكته التفاهم فيما بينهما بعلاقة كل منهما بالأصدقاء وبشكل معلن وصريح.
  • الاتفاق على الإنجاب وتوقيته وعدد الأطفال التي ينوون إنجابها حتى لا تحدث هنالك عواقب وخيمة في هذه النقطة تحديداً والتي تصل إلى حد الطلاق.
  • الاتفاق على ماهية عمل كل منهما خاصةً عمل المرأة التي قد تضطر إلى التأخر قليلاً خلال فترة الليل، أو أنها تضطر للاختلاط بالرجال، لأن بعد الزواج يحدث هنالك مشاكل عديدة فيما يخص عمل كل منهما.

لذلك يجب على كلا الشريكين الاتفاق في فترة الخطوبة على كافة الأمور الحياتية التي ستجمع بينهما في القريب العاجل بعد انتهاء هذه الفترة.

الفترة المثلى للخطوبة

في الواقع، لكل خِطبة خصوصيتها التي تمس كل من الشريك وشريكته، لكن بشكل عام هناك فترة متفق عليها أنها جيدة للخطوبة وهي الفترة التي لا تقل عن ٦ أشهر، لأنه عندما تقل فترة الخطوبة عن ٦ أشهر، فلن يتمكن الشريكان من مناقشة الأمور الحياتية المتعلقة بالزواج بشكل صحيح.

إلى جانب ذلك، كما ذكرنا سلفاً، لا يجب أن تتعدى فترة الخطوبة مدة سنة كاملة حتى لا يحدث هنالك ملل بين الشريكين، كما أن الخطبة الطويلة تعطي مساحة أكبر لحدوث مشاكل وصدامات كبيرة بين الشريكين، ومن ثم أنصح الشريكين أنه في حالة تزايد الصدامات بينهما أكثر من اللازم أن يفسخا الخطبة على الفور.

هناك نوعان من الخطوبة

  • خطبة الصالونات كما يطلق عليها البعض، وهي الخطبة التي تكون بترشيح من الأهل.
  • الخطبة التي يختبر فيها الشاب شريكته دون أي تدخل من الأهل.

ولكن على الرغم من ذلك، ليس هنالك أي دليل على مدى نجاح أو تفوق أي من النوعين عن الآخر، ويبقى الأساس هو كيفية إعداد النفس جيداً والاتفاق مع شريكنا على خطوات الزواج أو ما بعد الزواج بشكل صحيح، مع أهمية وجود لغة حوار أو تفاهم صحيحة ومنطقية وبعيدة عن العواطف حتى نؤسس بها حياة قد تدوم لسنوات طويلة.

وختاماً، للخطوبة الطويلة عدة إيجابيات منها أنها:

  • تعطي الشريكين مساحة أكبر للتفاهم فيما بينهما، وحتى يتمكنا من معرفة طباع بعضهما أكثر.
  • للخطوبة الطويلة آثار إيجابية في أنها تعطي الشريكين وقتاً أطول لإنهاء مهامهما قبل الزواج، كالخروج والسفر أو إنجاز أعمال مؤخرة أو إنجاز المنزل أو عش الزوجية كما نطلق عليه بتصاميم معينة.

أضف تعليق

error: