أسباب الخوف من التغيير وكيفية التغلب عليه

تمت الكتابة بواسطة:

صورة , يد , فرصة , التغيير

قد نعيش واقعاً تعيساً أو وضعاً قاسياً لكننا على الرغم من ذلك نخاف من الانتفاضة على ذاتنا والقيام بتغيير جذري في حياتنا نظراً لخوفنا الشديد من المستقبل المجهول ودائماً ما نفضل البقاء في مكان آمن.

يُعد التغيير الجذري في حياتنا أمراً ليس بالسهل وإنما على الرغم من ذلك يجب أن نقوم به من وقت لآخر حتى نستشعر حلاوة هذه الحياة التي نحياها دون أن نستشعر مرارة الندم على الفرص التي نظن أننا قد خسرناها نتيجة التباطؤ أو الكسل في إحداث عملية التغيير في أنفسنا.

لماذا يخشى العديد من الناس التغيير الذاتي؟

ترى الدكتورة ريم كسوس ” رئيسة الجمعية التونسية للمداربة ” أن الخوف من التغيير يعتبر حاجة طبيعية وهي حاجة مطلوبة لكي نتخطى بها كل العوائق التي تمنعنا من التغيير، والخوف الذي نعنيه هنا هو الخوف البنَّاء والإيجابي الذي يدفعنا للتغير الصحيح وليس الخوف الذي يعطلنا ويرجعنا للوراء، لذلك فإن الإنسان يشعر بحالة من الأمان عند ثباته على موقف معين في حياته ومن الطبيعي أن يشعر بالخوف عند التفكير في طريقة تغيير هذا الموقع أو المكان الآمن الذي يحيط به أو يشمله.

للخروج من منطقة الأمان أو comfort zone كما يُطلِق عليها البعض لإحداث التغيير لابد لنا المرور بعدة مراحل أهمها هي:

  • مرحلة التعلم التي ينبغي فيها معرفة مهارات عدة.
  • مرحلة القلق أو الخوف من التغيير نتيجة عدم توقع ما هو مجهول مستقبلاً والخوف كذلك من خسارة كل ما تم إحرازه وتحقيقه في الماضي عند القيام أو البدء فعلياً في تحقيق ذلك التغيير في هذه الحياة مع الخوف من أعين الناس وآرائهم فينا.

على الرغم من ذلك، يمكننا القول بأن الخوف من التغيير هو حالة طبيعية يعيشها الإنسان وهو كما الصديق الذي يعيش بجوارنا الذي يعطينا نصائح وأفكار عن الشيء الذي نود التغير من أجله أو التغير إليه، ولا يجب أن نتقبل عنصر الخوف من المجهول أو المستقبل إذا كان هذا الخوف سبباً في تعطلنا عن تحقيق النجاحات الذاتية التي نراها في مستقبلنا القريب أو حتى البعيد.

ما هي نوعية الفرص التي تضيع جراء الخوف من التغيير؟

إننا لا نحب التغيير في أي صورة من صوره، وهناك نوعين من التغيير هما:

  • التغيير الإجباري.
  • التغيير الاختياري.

إذا كان لابد لنا من التغيير الذي يُعد حاجة ملحة في الحياة فهذا يعتبر تغيير إجباري يُفرض عينا نتيجة الظروف التي نمر بها.

أما التغيير الاختياري فهو يشمل في ذاته الوقت الكافي الذي نهيئ فيه أنفسنا لهذا التغيير بعكس التغيير الإجباري الذي لا يُسمح لنا فيه بمتسع من الوقت لتغيير أنفسنا وهو ما يُعد أمراً صعب نوعاً ما مقارنةً بالتغيير الاختياري، لذلك فإننا ننصح الجميع في هذه الحياة التي يعيشونها أن يقوموا بتحضير أنفسهم دائماً للتغيير حتى لا يصلوا مُجبَرين إلى التغيير وهو ما سيكون أمراً عسيراً عليهم تحقيقه في وقت ما غير معلوم بالنسبة لهم.

هل يؤثر عدم الاستقرار على خوفنا من التغيير؟

إننا نعيش في هذه السنوات الأخيرة داخل أوطاننا العربية حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي كذلك والذي كان له دوراً كبيراً في جعلنا نخشى إحداث أي عملية تغيير في أنفسنا لأننا كما نرى ننام على خبر أزمة سياسية تضرب البلاد ونستيقظ على أزمة أخرى اقتصادية هذه المرة تضربها، فكيف لنا أن نستشعر الاستقرار في هذا البلد ونحاول التفكير في تغيير أنفسنا فيه؟

إن هذه العبارات السابقة هي لسان حال العديد من الأشخاص العرب على وجه الخصوص خاصةً عندما نراهم يصارعون عملية التغيير في أوطانهم الأسيرة مرة والمتأزمة اقتصادياً وسياسياً مرة أخرى، ومثال على ذلك العراق المُقسم وسوريا المدمرة وفلسطين الأسيرة وغيرها من الدول العربية الأخرى.

تابعت ” كسوس “: مع عدم الاستقرار التي تملأ جوانب بلادنا العربية نسأل: ما هو الاختيار الذي بين أيدينا ويمنعنا من التغيير؟ لا شيء.

لذلك، لابد لنا من كسر حاجز الخوف من التغيير الذاتي والتفكير دائماً في أن هذا التغيير الذي نخشاه قد يكون هو طوق النجاة بصورة إيجابية في هذا العالم الغير مستقر دون التفكير في المخاطر التي سنلقاها بعد هذا التغيير خاصةً وأن المجهول أو المستقبل هو بيد الله وحده وأن ما كُتب لنا حتماً سنلقاه شريطة الأخذ بالأسباب فور التفكير في عملية التغيير.

على الجانب الآخر، يجدر الإشارة إلى أن العالم العربي ليس وحده ما يعاني أزمات ومشاكل كبيرة وإنما العالم بأسره يعيش الآن هذه المشاكل وعلى الرغم من ذلك لا نرى عقلية الإنسان الأوروبي بنفس عقلية الشباب العربي الذي يخشى التغيير طيلة الوقت.

وختاماً، هناك بعض النصائح التي نقدمها لإحداث التغيير أهمها أن نستشعر هذا التغيير من داخلنا أولاً لأن التغيير أول ما يبدأ يكون في أنفسنا وذاتنا مع التفكير والوعي بقدراتنا ومهاراتنا التي نتميز بها عن غيرنا، ثم يستوجب على شبابنا العربي التطلع والحلم بعيداً دون السماح لحالة اليأس أن تتملك منه وتمنعه من إحداث تغييراً جذرياً في حياته، هذا إلى جانب ضرورة تطوير الذات طوال الوقت.


التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: