أبرز نوادر الحاسدين.. حكايات عجيبة

أبرز نوادر الحاسدين.. حكايات عجيبة

شاهدنا جميعا إعلانا عن رجل بنى عمارة مكونة من طابقين ثم بعد فترة بنى الدور الثالث ومر عليه رجلان قال أحدهما: “إيه ده يا حاج أنت طلعت بالتالت” وفي لحظة انهارت العمارة على السيارة الموجودة داخل “الجراج”، وضحكنا جميعا على الإعلان وقدرة الرجل على الحسد، بينما كان الإعلان يروج لنوع من الأسمنت المتين، وإذا كان المشاهد يندهش من قدرة هذا الحاسد على الحسد إلا أن الواقع ملىء بحكايات أغرب بعضها يدعو إلى الضحك من شدة المأساة.

أول هذه الحكايات أن هناك رجلا عجوزا في قرية اشتهر بقدرته على حسد الناس وكان هناك فلاحان يملك كل منهما أرضا مجاورة للآخر، وكانت بينهما مشادات وخناقات متكررة بسبب ري الأرض وفي يوم من الأيام فاض الكيل بأحدهما فقرر استئجار العجوز ليحسد الرجل الآخر، واتفق الرجل مع العجوز أن يقفا في مغرب يوم محدد عند مدخل زمام الأراضي الزراعية للقرية وينتظران عودة الفلاحين وعند رؤية الرجل المقصود يقوم الرجل الذي يريد أن يؤذيه بتحديده للعجوز حتى يحسده.

وفي الموعد والمكان المحددين وقفا ينتظرانه وعندما ظهر على مسافة بعيدة قال الرجل للعجوز: الرجل هناك يا شيخ. فرد العجوز الذي كان ضعيف النظر: أين؟ فقال الرجل: هناك عند النخلة فرد عليه العجوز: “ياااه أنت شايف لغاية النخلة” فأصاب الحسد ذلك الرجل وأصيب بالعمى ونجا الرجل المتربص به.

وفي حكاية أخرى كان أحد الشباب يجلس في أتوبيس عائدا من الاسكندرية إلى القاهرة في الليل وكان السائق مسرعا بدرجة كبيرة، وفي منتصف الطريق سمع الركاب “كلاكس” متكرر وومضات ضوئية متتالية لسيارة فارهة تريد أن تتخطى الأتوبيس بالرغم من سرعته.

وقال أحد الركاب للسائق بصوت عال: “وسع له ده مش راكب عربية.. ده راكب طيارة”، وقام سائق الأتوبيس على الفور بترك مساحة للسيارة لتمر من جانبه، وبعد أقل من ساعة فوجئ ركاب الأتوبيس بحادثة كبيرة على الطريق وجمع غفير من الناس حول السيارة ليكتشفوا أنها السيارة التي تخطت الأتوبيس وقد تحولت إلى مكعب منبعج من الحديد وكل ركابها في عداد الموتى.

وحكاية أخرى عن شاب طلب من أبيه إرسال سيارة الأب إلى مركز تعديل سيارات لدهان السيارة وتغيير طاقم الفرش والكاوتش والجنوط وإجراء بعض التعديلات على المحرك حتتى تتناسب مع مزاج الشاب ووافق الأب ومكثت السيارة شهرا في المركز ثم تسلمها الشاب في ليلة خميس ووضعها أمام المنزل ومر أحد الجيران فشاهدها ولم يعرف أنها ملك جاره.

وقبل ظهر اليوم التالي نزل ابن صاحب السيارة مع أبيه للذهاب إلى المسجد لصلاة الجمعة ففوجئا بأن السيارة تفحمت من الداخل لاشتعال النار بها دون سبب، لكن السبب معروف وهو سهام الحسد التي انطلقت من العيون التي رأت السيارة.

وحكاية أخرى عن شاب اشترى موبايل غالي الثمن وذهب إلى النادي وجلس مع أصدقائه وقضوا المساء في حوارات ودية تخللتها بعض القفشات والنكات ولاحظ الجميع أن صديقهم اشترى موبايل جديدا وباركوا له إلا أن أحدهم رمق الموبايل وطلبه من صاحبه ليتفقد إمكاناته ولم يسيطر على نفسه من شدة الإعجاب بالموبايل فقال لصاحبه: “الموبايل جميل جدا وغالي جدا”، وفي نهاية اللقاء نهض الأصدقاء من مجلسهم فانزلق الموبايل من يد صاحبه بقوة كأنه يرميه عاليا ثم سقط على الأرض وانكسر.

لكن السؤال: هل يعرف الحاسدون أن لديهم هذه القدرة على الحسد؟.. البعض يعرف ويذكر الله حتى لا يقع الحسد لكن الغريب أن البعض الآخر يعرف أنه حاسد ويستخدم قدرته على الحسد عند الحاجة، والأغرب أن البعض الثالث يتباهى بقدرته على الحسد وأحيانا يهدد الناس بذلك.

إحدى السيدات كانت تعرف أن جارتها “حسّادة” وكانت الجارة تعرف ذلك عن نفسها، ولم يحدث في يوم من الأيام أن زارتها هذه الجارة إلا وحدثت مصيبة للسيدة أو أحد أولادها، وكانت السيدة تعتقد – كما سمعت من أمها – أنه إذا شرب الحاسد فنجانا من القهوة أو حتى رشفة منه فإن ذلك يفسد الحسد، وفي كل مرة كانت جارتها تأتي لزيارتها تقوم السيدة بتقديم فنجان قهوة لها لكن الجارة كانت تعتقد أيضا أن القهوة تفسد الحسد فكانت لا تمد يدها إلى الفنجان فتلح السيدة عليها أن تشرب القهوة أو حتى تتذوقها لكن الجارة كانت تصر على الامتناع، وبعد الزيارة تحدث المصيبة.

أما المثير للدهشة والعجب ذلك الرجل الذي كان يجلس مع أصدقائه على أحد المقاهي، وقد شن الجميع هجوما من القفشات عليه خصوصا صديقه الذي يجلس أمامه وبعد ساعة تبدل وجه الرجل وهدد صديقه أن ينتهى أويتحمل النتائج وقال له بالحرف: بلاش أنا.. أنت تعرف ممكن أعمل فيك إيه”.

بقلم: محمد صلاح أحمد

أضف تعليق

error: